Learning for life

لعل التعليم في جوهره هو عملية إعداد الفرد لمستقبل ناجح في مجتمعه، والنجاح في مكنونه ليس فقط مجرد قيامه بأدواره المتوقعة منه بإتقان فحسب، بل يمتد إلى القيام بدور قيادي في التأثير في بيئته المحيطة نحو الأفضل. ـ
لكن مهلا هل تلاحظون التغيير المتسارع الذي يمر به العالم والأزمات التي تعصف بالكوكب الذي نعيش عليه؟ حسنًا، فليقل قائل: إذن فلتكن رسالة التعليم تركز على تزويد رجال المستقبل بالأدوات اللازمة لحل مشكلاتهم وتجهيزهم لمواجهة عصرهم ومجابهة
مستقبل تحدياتهم.
لكن مهلًا مرة أخرى، كيف سنعدهم لمستقبل تتغير ملامحه كل بضع أيام؟ كيف نؤهلهم لتحديات لا نعلم عنها شيئًا ويصعب على المتخصصين تصورها فضلا عن وضع حلول لها كما حدث معنا في موجة الوباء الأخيرة؟ كيف ندربهم على وظائف لم تخلق بعد كما تفيد الدراسات؟ هل لا زلنا في حاجة إلى نظم تعليمية بدأت قبل 250 عامًا ولا زالت بنفس الشكل تقريبًا عصية على التغيير والتطوير؟ كيف نطمع إذن في مواجهة المستقبل المجهول ونحن لم نكد نواكب الحاضر متسارع الخطى؟
والله إنه لهم يجب أن نشمر له السواعد ونجهز له العقول ونشحذ له الهمم وتضعه أولوية الأمم والدول قبل الأفراد. من أجل ذلك كانت فكرة هذا الملتقى، حجر في الماء الراكد، راية نجتمع حولها لنصرخ في أعماقنا أن لابد من وقفة ولا مفر من فزعة لكي نعرف كيف سنسلح مستقبلنا الذي نراه في عيون أبنائنا، يجب أن نعيد تعريف رسالة التعليم، وأن نفهم أكثر ما هو الدور الذي ينبغي لنا القيام به كأولوية الوقت.
لذا كانت فكرة الملتقى “تعلم من أجل الحياة”، كأول ثمرة الإتحاد المدارس الدولية في الشرط الأوسط وبه تنطلق
من أجل عوائل التي لا تدخر جهدًا ولا مالا ولا وقتًا يحثًا عن السبيل نحو الطريق القويم….
من أجل فلذات أكبادنا الذين يقضون معظم أوقاتهم في جنبات المؤسسات التعليمية آملين نموهم على النحو الأصلح ولا ندري ماذا ينتظرهم في المستقبل….
من أجل ورثة الأنبياء المنهكين في تحديات مهنة قلَّ من قام بتقديرها وتفهم صعابها….
من أجل أمة يداعبها حنين نهضة كامنة ومجد تليد في ظل عالم لا يأبه إلا لزيادة الفقراء فقرا والأغنياء ثراء… .
من أجل ذلك نبدأ طريق الألف ميل نحو صناعة حياة أفضل يستحقها أبناؤنا، حتى وإن لم ندركها في حياتنا لنتكاتف جميعًا ونصل إلى “تعلم من أجل “الحياة” وكلنا ثقة أن الله لن يضيع أجر من أحسن عملا